تتناول هذه الدراسة " أنماط و دوافع التعرض لدور السينما : دراسة على عينة من الجمهور السعودي " و تهدف الدراسة إلى الوقوف على أنماط التعرض لدور السينما بالمملكة العربية السعودية و دوافع التعرض ( الطقوسية و النفعية ) للجمهور السعودي و قياس كثافة التعرض و الاستخدامات و الإشباعات المتحققة لدى الجمهور من ارتياد دور السينما و الكشف عن أكثر أنواع الأفلام السينمائية ارتياداً من قبل الجمهور السعودي ، بالإضافة إلى التعرف على رأي المجتمع السعودي حول الرقابة المفروضة على المحتوى السينمائي بالمملكة و الآثار الثقافية و الاجتماعية المحتملة للسينما من وجهة نظرهم ، و أخيراً التوصل إلى العلاقة ما بين كثافة و دوافع التعرض لدور السينما و المتغيرات الديموغرافية للجمهور ، و قد تمثل مجتمع الدراسة في الجمهور السعودي حيث اختيرت عينة عشوائية بسيطة من مرتادي دور السينما قوامها ( ٤٥٣ ) مفردة من الذكور و الإناث ، و اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي و استخدم الاستبيان كأداة لجمع بيانات الدراسة ، و قد كان من أهم نتائج الدراسة أن جاء دافع ( التسلية ) في المرتبة الأولى من دوافع التعرض لدور السينما بالمملكة العربية السعودية ، كما أوضحت أن أكثر من نصف أفراد العينة يرون أن المضامين التي تعرضها دور السينما بالمملكة العربية السعودية حالياً ( إيجابية ) و التي تمثلت من وجهة نظرهم ( العلاقات الإنسانية و اختلاف الشخصيات من حيث التفكير و ردود الفعل أو من الناحية النفسية ) ، بينما تمثلت أهم المضامين السلبية التي تحتوي عليها الأفلام السينمائية من وجهة نظر أفراد العينة ( التلاعب ببعض المفاهيم مثل الحرية و المساواة ) ثم ( الترويج لمشاهد الرعب و أحداث الجرائم ) ، أما فيما يخص الإشباعات المتحققة بعد الذهاب لدور السينما ومشاهدة الأفلام السينمائية جاء ( الشعور بالسعادة و المتعة ) في الترتيب الأول ثم ( تقدير النعم التي من حولي عند مشاهدة المصاعب و التعقيدات التي تواجه الآخرين في حياتهم ) ، كما أشارت نتائج الدراسة إلى رضا المبحوثين عن الخدمات المقدمة داخل دور السينما بالمملكة العربية السعودية ، كما وافقت الغالبية العظمى من أفراد العينة على فرض الرقابة على المحتوى السينمائي ، كما رأت العينة أن من أهم الآثار المتوقع أن تنتج عن التعرض لدور السينما هو ( التطور في مجال صناعة الأفلام و إنتاجها ) و كان من أهم مقترحات المبحوثين لتفادي الآثار السلبية للأفلام السينمائية هو ( تشجيع إنتاج أفلام تناسب المراحل العمرية المختلفة ) . كما أظهرت النتائج وجود علاقة طردية متوسطة بين دوافع التعرض لدور السينما ( طقوسية – نفعية ) والإشباعات المتحققة من التعرض دالة عند مستوى 0.01 ، و وجود علاقة طردية ضعيفة بين دوافع التعرض لدور السينما ( طقوسية – نفعية ) و المستوى الاجتماعي وهي دالة عند مستوى 0.05 ، في حين لا توجد علاقة ارتباطية دالة بين دوافع التعرض لدور السينما ( طقوسية – نفعية ) و كل من ( كثافة التعرض لدور السينما ، النوع ، السن ، مستوى التعليم ). بالإضافة إلى وجود فروق غير دالة إحصائياً بين الجمهور السعودي باختلاف المستوى الاجتماعي الاقتصادي في كثافة تعرضهم لدور السينما، حيث بلغت قيمة كا2 ( 9.492 ) وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوى ( 0.05) ، و وجود فروق دالة بين متوسطات درجات المبحوثين على مقياس الإشباعات المتحققة لديهم وفقاً لكثافة تعرضهم لدور السينما، حيث بلغت قيمة ف ( 5.873) و هي دالة إحصائياً عند مستوى معنوية 0.01 ، في حين عدم وجود فروق غير دالة إحصائياً بين الجمهور السعودي الذكور والإناث في كثافة تعرضهم لدور السينما، حيث بلغت قيمة كا2 ( 0.312 ) ، و عدم وجود فروق غير دالة إحصائياً بين الجمهور السعودي باختلاف مستوى أعمارهم في كثافة تعرضهم لدور السينما، حيث بلغت قيمة كا2 ( 4.043 ) ، و أيضاً عدم وجود فروق غير دالة إحصائياً بين الجمهور السعودي باختلاف مستوى تعليمهم في كثافة تعرضهم لدور السينما، حيث بلغت قيمة كا2 ( 1.267 ) ، و أخيراً عدم وجود فروق بين أفراد العينة وفقاً لكثافة تعرضهم لدور السينما الثلاث ومتوسطات درجاتهم على مقياس إدراك التأثيرات الناجمة عن دور السينما كدرجة كلية ، و قد أكدت النتائج أن المبحوثين متوسطي التعرض لدور السينما لديهم إشباع متحقق أعلى بعد الذهاب لدور السينما من المستويات الأخرى للتعرض. و اقترحت الباحثة فيما يتعلق بالسينما و المضامين الموجهة العمل على إجراء المزيد من الدراسات و الأبحاث حول أنماط و دوافع التعرض لدور السينما بالمملكة خلال السنوات التالية ، و الآثار الناتجة عن ارتياد دور السينما على الجمهور السعودي و مدى إدراك الجمهور لهذه الآثار ، بالإضافة إلى النفع العائد من فتح دور السينما بالمملكة العربية السعودية على القطاع الاقتصادي و السياحي و قطاع العمل و غيره .