الاختلاف بين الفارسي وابن جني حول آراء ثعلب
يُعدّ أحمدُ بن يحيى(ثعلبٌ) أحدَ أئمةِ العربيَّةِ، وثالثَ رجالِ مدرسةِ الكوفةِ، وقد كان متقيّداً بمنهجِ أستاذيْه: الكسائيِّ، والفرَّاءِ، وهو صاحبُ آراءِ منتشرةٍ في كتبِ النحاة. وقد قام هذا البحثُ على إظهارِ صورةِ الإمام ثعلبٍ بين عَلَمين من أعلامِ العربيَّةِ؛ وهما: الفارسيُّ، وتلميذُه ابنُ جِنِّيٍّ، وذلك من خلال استعراضِ آراءِ ثعلبٍ، وكيف كان موقفُ هذين العالمين من هذه الآراء، وتحديدِ الدّافعِ وراء هذا الموقفِ، والوقوفِ على سببِ تعارضِ موقفِ الفارسيِّ، و تلميذِه ابنِ جني من آراء(ثعلبٍ). وقد تكوَّن البحثُ من ثلاثةِ فصولٍ، يسبقُها تمهيدٌ، وتَتلوهَا خاتمةٌ، وفهارسُ؛ وذلك كما يلي:الفصلُ الأوَّلُ: وشمل ثلاثةَ مباحثَ تناولت الجانبَ الصوتيَّ عند ثعلبٍ بين الفارسيِّ، وابن جني؛ حيث عرض فيه الباحثُ: (منهجَ ثعلبِ الصوتيَّ، والمصطلحَ الصوتيَّ عند ثعلبٍ بين الفارسي وابن جني، والمسائلَ الصوتيةَ التي وقع فيها الخلافُ.)الفصلُ الثاني: وشمل الجانبَ الصرفيَّ عند ثعلبٍ بين الفارسيِّ، وابن جني؛ حيث عرض فيه الباحثُ: (منهجَ ثعلبٍ الصرفيَّ، والمصطلحَ الصرفيَّ عند ثعلبٍ بين الفارسيِّ، وابن جني، والمسائلَ الصرفيةَ التي وقع فيها الخلافُ).الفصلُ الثالثُ: وشمل الجانبَ النَّحويَّ عند ثعلبٍ بين الفارسيِّ، وابن جني؛ حيث عرض فيه الباحثُ: (منهجَ ثعلبٍ النحويَّ، والمصطلحَ النحويَّ عند ثعلبٍ بين الفارسيِّ، وابن جنيِّ، والمسائلَ النحويةَ التي وقع فيها الخلافُ). وقد توصَّل البحثُ إلى أنَّ الفارسيَّ وابن جنيٍّ اختلفا مع آراء ثعلبٍ، وقد تمثَّل هذا الاختلافُ في الرأيِ، أو في أسلوبِ كلٍّ منهما في ردِّ رأيِ ثعلبٍ؛ وقد أرجعت الباحثةُ هذا الاختلافَ إلى تَوَسُّعِ ابن جنيٍّ في دراسةِ المسائلِ، وفي تعليلاتِه، وأحكامِه، ومدى تأثُّرِه بعلماءِ الفقهِ، والمنطقِ، وفي ردِّ رأيِ ثعلبٍ عند الفارسيِّ، وتلميذِه؛ وهو متابَعتُهما لرأيِ سيبويه ومكانَتِه لديهم بشكلٍ خاصٍّ، والبصريِّين بشكلٍ عامٍّ.