المخالفات العقدية في اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو )
هدفت هذه الدراسة: إلى إبراز أهم المخالفات العقدية التي تضمنتها اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وكان من لوازم البحث التعريف بهذه الاتفاقية ونشأتها ، ولما كانت هذه الاتفاقية غربية المنشأ والبيئة، تحمل أجندات ذات طابع فكري علماني لزم أن نسبر غور هذا الفكر، وتحديدا ما يتصل منه بقضايا المرأة، فاتبعت المنهج التاريخي للبحث عن جذور هذه الأفكار، ابتداء بالحضارة اليونانية ثم الرومانية ثم التاريخ الأوروبي في ظل هيمنة الكنيسة النصرانية، وانتهاء بعصر التنوير وإرهاصات الثورة الفرنسية، وما تلا ذلك من تسيّد للأفكار الفلسفية على أيدي كبار الفلاسفة الغربيين، ثم اتبعت المنهج التحليلي للوصول إلى أهم العوامل التي شكلت هذا الفكر وأثرت في أطروحاته خلال تلك الفترة، وقد ظهر لي من خلال هذا البحث أن اتفاقية سيداو ليست إلا ترجمة لأهم الأفكار النسوية المتطرفة التي ظهرت بوادرها في القرن السادس عشر في أوروبا، كما تبين لي سطوة هذا الفكر على توجهات الجهة الراعية لقضايا المرأة في الأمم المتحدة التي تبنّته بدورها وسعت إلى عولمته عبر الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية.وقد أظهرت نتائج البحث أن في الاتفاقية العديد من المخالفات العقدية ، تمثلت في إقصاء الوحي وتهميش الأديان، الحكم والتحاكم إلى غير الله وشريعته، تمييع قضايا الولاء والبراء، ومصادمة الفطرة وشرعنة الحريات المطلقة.ويوصي البحث بانسحاب الدول الإسلامية من هذه الاتفاقية، نظرا لمصادمتها الصريحة للعقائد الإسلامية، وكون الاستمرار فيها مفضٍ إلى تبديل شريعة الله عز وجل، وإفساد قيم المجتمع الإسلامي وأخلاقه.