المسائل الفقهية التي حكى فيها الإمام أبو بكر الجصاص الإجماع في العبادات ( جمعاً ودراسة )
مُلَخَّصُ الرِّسَالَةالحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ وبعد:فإن من أوجب الواجبات على الأمة لا سيما في المدلهمات وأوقات الأزمات تلمس معاقد الاجتماع ، والأسس والقواعد التي توصل إليه ، والاعتصام بحبل الله ، ونبذ التفرق ، وقد قضى الله ومن هنا كان الوقوف على ما يسوغ الخلاف فيه من ضده من الأهمية بالمكان الأرفع ، وتحريره بالبحث أزكى وأنجع .وقد كان لعلماء الإسلام الفضلاء وفقهاء الشريعة النبلاء في هذا الباب جهود مبرورة ومساع مشكورة ، فكان من البرِّ بهم نشر الطيب المكنون في كتبهم ، وسقي الغراس التي أودعتها في أراضي العلم أيديهم ، فينعم أهل الإسلام بعَرْف عبيرهم ووارف ظلالهم ويانع ثمارهم .ومن هؤلاء العلماء الجهابذة الإمام العالم المفسر الفقيه المتفنن أبو بكر الجصاص – ¬ - .فكانت هذه الرسالة دائرة حول إجماعاته مشيرة إلى إبداعاته غائصة في جميل مصنفاته .وقد كانت مساهمة هذه الرسالة في هذا الباب في شقين : الأول منهما : في بيان مفهوم الإجماع وما يتعلق به من الأحكام عند أهل العلم عامة ، وعند الإمام أبي بكر خاصة مع بيان جوانب من سيرته وطريقته – ¬ - .والثاني منهما : في جمع المسائل التي حكى فيها الإمام أبو بكر الجصاص الإجماع في أبواب العبادات خاصة ، مع دراسة لها تبين موقعها و مستندها ومن حكى الإجماع ووافق الحكم أو خالفه فيها مع بيان لسلامتها من النقض أو الخرق ومدى سير الجصاص فيها على قواعده في حكاية الإجماع .وقد جاء مع ذلك كلّه مقدمة حوت منهج البحث وموضوعاته ، وخاتمة تضمنت النتائج والتوصيات وفهارس تفصيلية ، وذلك كلّه بفضل الله ومنته .