القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي وأثرها على ثقافة المسلم المعاصر وسبل مواجهتها
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعدفإن هذه رسالة علمية مقدمة لنيل درجة العالمية الماجستير في تخصص الثقافة الإسلامية، وهي بعنوان:(القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي وأثرها على ثقافة المسلم المعاصر وسبل مواجهتها)وهذه الرسالة تهدف إلى دراسة مفهوم تلك القراءة وجذورها وأسسها ثم الوقوف على مجالاتها، إضافة إلى بيان أثرها على الثقافة الإسلامية، وبيان أبرز سبل مواجهتها، من خلال المنهج الوصفي التحليلي النقدي وهذه الرسالة مكونة من تمهيد وأربعة فصول وخاتمة.وكان تطوافي بالموضوع في هذه الرسالة على النحو الآتي: ابتدأت بالتمهيد؛ وشرحت فيه مفردات العنوان، وبينت فيه المنهج الإسلامي في تفسير التاريخ. وفي الفصل الأول: تحدثت عن القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي، المفهوم والجذور، ثم ثنَّيت بعرض للقراءة العلمانية لمصادر الثقافة الإسلامية. بينما في الفصل الثاني: كشفت عن أسس القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي، ثم أبرز المجالات التي وُظّفت فيها تلك القراءة. وأظهرت في الفصل الثالث: أخطر الآثار الفكرية والعملية للقراءات العلمانية. وأما الفصل الرابع: فكان لبيان الموقف الإسلامي من القراءة العلمانية للتاريخ الإسلامي، فتناولت الموقف العلمي والبحثي، إضافة إلى الموقف العملي، والمواجهة المنشودة للغزو العلماني على التراث الإسلامي، والدور المطلوب من الأفراد والمؤسسات. ثم ختمت الرسالة بذكر أبرز النتائج التي توصلت إليها ومنها: أن العلمانية تهدف إلى تحييد الدين وإلغاء أثره في الحياة، ومن ذلك قراءة المتأثرين بها للتاريخ الإسلامي؛ فقد قدموا صورة مزورة للتاريخ الإسلامي الذي استبدلوا فيه المحرك الديني بالمادي. وأن القراءة العلمانية لمصادر الثقافة الإسلامية، تؤول إلى نزع القداسة عن الوحي، وطرح الاحتجاج به، والإعراض عن الإفادة من التاريخ الإسلامي، وإحداث قطيعة بين المسلم المعاصر وتراثه. وأن الاتجاه العلماني قد استجلب مناهجه في قراءة التاريخ الإسلامي، من واقع مادي مباين لحقائق الوحي، في محاولة للخلط بينها وبين الأسس الإسلامية، مما أدى إلى الوقوع في التناقض والتخبط وغياب المنهجية. وأن التشويه العلماني للتاريخ الإسلامي ما هو إلا مدخل يتوسل به لطرح الثقة بالثقافة الإسلامية عموما، وبذرة لزرع الاضطراب في الموقف من ثوابت الإسلام، وزعزعة موقف المسلمين من الرموز التي لها دور هام في حركة التاريخ والثقافة. ومن أهم توصيات الرسالة: ضرورة تركيز الأبحاث العلمية على الموقف العلماني من سيادة الشريعة بصفتها المنطلَق لغالب التحريفات الأخرى؛ والتي ترى استبدال المرجعية الشرعية بالعلمانية، ونقد التقريرات العلمانية في ذلك، والتي يعاد إحياؤها بين الفينة والأخرى. وتشجيع الباحثين بأقسام الثقافة الإسلامية في البحث بالمواضيع المركبة ذات التخصصات البينية، والتي تمثل تجسيرا للهوة بين التخصصات وردما للفراغ بينها، ودعم الباحثين المتميزين وتبنيهم وتوجيههم لذلك.الباحث:مُصْطَفَى بِن عَلِي بن عِيسَى قُدْسِي