التنمية والتقارب والاندماج في مجتمع المملكة العربية السعودية قديما وحديثا
من الملاحظ في عالم اليوم أن تحقيق مزيد من التنمية الاقتصادية بالمفهوم المادي يصاحبه في الغالبنوعاً من التفكك والتباعد في العلاقات الإنسانية بين البشر ، ويرجع ذلك إ لى غيـاب البعـد الإيما نيوالأخلاقي في جهود التنمية . ويحاول هذا البحث اختبار فرض علمي مؤداه )) أن اشتمال جهود التنميةفي المملكة العربية السعودية قديماً وحديثا على البعد الإيماني حقق مزيداً من التقارب والانـدماج بيـنأجزائها وأفرادها ، وأن غياب هذا البعد في بعض الفترات كان مصحوباً بالتفكك والتناحر بين أجزائهـاوأفرادها (( .وقد تناول البحث بالتحليل الفترة قبل مجيء الإسلام في الجزيرة العربية وأوضح كيف أن غياب البعدالإيماني كان مقترناً بالتناحر والتفكك بين قبائل هذه الجزيرة ، كما كان مصحوباً بالتخلف من الناحيـةالاقتصادية .وتناول البحث أيضاً الفترة بعد بعثة رسول االله بالتحليل وأوضح كيف أن التر كيز ع لى البعـدالإيماني أدى إلى مزيد من التقارب والاندماج بين أفراد الأمة الإسلامية الواحـدة وإن تعـدد جنسيات همولغاتهم .وتعرض البحث للفترة منذ توحد المملكة العربية السعودية حديثاً على يد المغفور له الملك عبد العزيزوأوضح كيف أن التنمية كانت تنطوي على البعد الإيماني والأخلاقي وهو ما أدى إلى تحقيق مزيد مـنالتقارب والاندماج بين أجزائها وأفرادها