الواقع الثقافي في لبنان في العصر الحاضر (دراسة تحليلية)
عُنيت هذه الدراسة برصد واقع الثقافة الإسلامية في لبنان في عصرنا الحالي، وانتهت إلى أن هناك ثلاثة روافد أساسية للثقافة الإسلامية في لبنان؛ هي: الروافد الاجتماعية، والدعوية الإعلامية، والتعليمية. وهذه الروافد -بما تتضمنه من مؤسسات وجمعيات ومدارس وجامعات- تقوم بدور عظيم في سبيل نشر الثقافة الإسلامية وترسيخها في الواقع اللبناني المعاصر.وأبرزت الدراسة حجم الدور العظيم الذي قام به علماء السنة في انتشال كثير من اللبنانيين من هوة الجهل، أو السقوط في مستنقع الضلال وشباك النصارى والمستشرقين وحملات التبشير، وعلى الرغم من أن كثيراً منهم لم يتركوا آثارًا علمية، إلا أن آثارهم العملية حية وباقية، شاهدة على جهودهم الجبارة في بناء المساجد والمدارس ودور الإيواء والإغاثة.وعلى الرغم من الجهود العظيمة المبذولة في سبيل نشر الثقافة الإسلامية، فإن الواقع اللبناني المتشرذم مذهبيًا وسياسًا وثقافيًا، بالإضافة لعجز الحكومة اللبنانية، وتكاثر العلمانيين والملحدين في لبنان، كل ذلك يحد من نتائج هذه الجهود، وتكاد آثارها تنحصر في طائفة أهل السنة، وإن كان ذلك لا يقلل من أهميتها وضرورة استمرارها. وركزت الدراسة على ضرورة تعزيز الهوية بسلاح، العقيدة الإسلامية، القائمة على توحيد الله سبحانه. وثمنت الدراسة دور المؤسسات والهيئات والجمعيات اللبنانية السنية العاملة في لبنان، ودعت إلى ضرورة دعمها بكل السبل، وخاصة دار الفتوى اللبنانية، كما عولت الدراسة كثيرًا على ضرورة استثمار المساجد ودور التعليم والجامعات في تعزيز الثقافة الإسلامية ،كذلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التي أثبتت أنها قادرة على إحداث تغيير ملموس في المجتمع اللبناني.