أثر مقاصد الشريعة في الآداب والأخلاق الإسلامية من خلال كتاب الآداب الشرعية للإمام ابن مفلح (ت 763ه) (جمعًا ودارسًة)
الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على معلم العرب والعجم، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.. أما بعد.. فهذه رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في أصول الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، وهنا وصف الصورة العامة للبحث الذي انتظم عقده واكتمل في مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة.أتت تلك الدراسة لتسلط الضوء على مقاصد الشريعة في الآداب الشرعية، والأخلاق الإسلامية العالية التي لا حصر لها، ولكني خصصتها بالآداب والأخلاق المذكورة في كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية للعلامة ابن مفلح المقدسي، فقَسَّمتُ التمهيد إلى: التعريف بمقاصد الشريعة، وأهميتها، ثم التعريف بالأخلاق وأهميتها، والتعريف بالآداب الشرعية وما يتعلق بها، وإظهار العلاقة بين الأخلاق والآداب، ثم ذكرتُ نبذة عن ابن مفلح وحياته وسيرته.وفي الفصل الأول بدأتُ بالجزء التطبيقي لمقاصد الشريعة، واستخرجتُ الآداب والأخلاق على ضوء مقاصد الشريعة بأنواعها من كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية.وفي الفصل الثاني ذكرتُ عددًا من القواعد المقاصدية، وطبقتها على الآداب والأخلاق المذكورة في كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية.وأتبعتُ ذلك بخاتمة تحتوي على أهم النتائج التي توصلتُ إليها من خلال تلك الدراسة؛ ومن أبرزها ما يلي: 1- أن الآداب الشرعية ومكارم الأخلاق ومحاسن العادات، تندرج تحت مقاصد التحسينيات مباشرة، ولأن التحسينيات مكملة للحاجيات، والحاجيات مكملة للضروريات فهي ترتقي إلى مقاصد الضروريات ومقاصد الحاجيات بواسطتها؛ ولأنه لا بقاء ولا حماية للضروريات والحاجيات إلا بتطبيق مقاصد التحسينيات وذلك؛ بتطبيق الآداب الشرعية على أتم الوجوه وأكملها، والتحلي بمكارم الأخلاق، والتزين بمحاسن العادات.2- الفرق الجوهري بين الآداب الشرعية والأخلاق الإسلامية هو: أن بينهما عمومًا وخصوصًا، فالأخلاق عامة من جهة الحسن والقبح، وأما الآداب فعامة من جهة أنه لا يشترط المدوامة على فعلها؛ فكل خلق حسن يسمى أدبًا، سواء داوم عليه المرء أم لم يداوم عليه؛ فإن تطبيق الآداب الشرعية على وجهها الصحيح يؤدي إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية، فالآداب سبيل وطريق ينتهي إلى حسن الخلق.