فلسفة الطاقة الكونية وموقف الإسلام منها :دراسة عقدية نقدية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد. فهذه رسالة علمية مقدمة إلى قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والرسالة هذه أعدت لاستكمال المتطلبات اللازمة لنيل درجة الماجستير في تخصص العقيدة، بعنوان: "فلسفة الطاقة الكونية، وموقف الإسلام منها – دراسة عقدية نقدية"، من إعداد الطالب: حسين سيد محمد إحسان سيد، وبإشراف فضيلة الشيخ الدكتور أبو زيد بن محمد مكي. وتهدف هذه الرسالة إلى معرفة المفهوم الفلسفي للطاقة الكونية، وبيان حقيقتها ومفاهيمها، وجذورها الفكرية، واتجاهاتها المختلفة، وتطبيقاتها المتنوعة، وبيان الموقف الشرعي من القضايا الناتجة عن الإيمان بالمفاهيم الفلسفية حول الطاقة الكونية.وقد احتوت الدراسة على مقدمة وأربعة فصول بمباحثها ومطالبها على النحو التالي: المقدمة، وتضمنت خطبة الرسالة، وأهمية الموضوع، ومشكلة البحث، وحدوده، وأهدافه، والدارسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه، وطريقة البحث. الفصل الأول: وتضمن التعريف بالطاقة الكونية، وخصائصها، والتفسير الفلسفي لتلك الخصائص، كما تضمن الحديث عن المفاهيم الفلسفية حول الطاقة الكونية. الفصل الثاني: وتضمن الحديث عن الصلة بين الإنسان وبين الطاقة الكونية، وارتباطه به. الفصل الثالث: وتضمن الحديث عن الاتجاهات والمدارس التي تبنت فلسفة الطاقة الكونية. الفصل الرابع: وتضمن بيان موقف الإسلام من القضايا الناتجة عن الإيمان بفلسفة الطاقة الكونية. وقد تضمن البحث مجموعة من النتائج؛ من أبرزها: أن الطاقة الكونية عندهم هي قوة غيبية مبثوثة في كل ذرَّات الكون، ويُنظر إليها على أنها قوة غيبية، تتصف بخصائص إلهية تجعلها معبودة ليس لها واقع إلا في الخيال الذهني، ثم إن التأثير الحاصل من تلك الطاقة هو في حقيقته تأثير القوى الغيبية غير المنظورة من الأرواح والجن والشياطين على الإنسان، ويُنظر إلى هذه القوى الغيبية على أنها كائنات إلهية، ترتسم صورها على الذهن، وتتجلَّى في الواقع بالحدس والتأمل الباطني، فهذا هو جوهر فلسفة الطاقة الكونية، وفي مضامين هذه الفلسفة دعوة إلى التنمية البشرية وتطوير الذات، والوصول إلى مرتبة الإنسان الكوني حين يتعاطى التجربة مع تلك القوى، وفي أعماقها تنمية للملكات الميتافيزيقية، عبر تسخير القوى الغيبية من أجل خدمة البشرية، وارتباط الإنسان بتلك الطاقة هو ارتباط ديني شعائري قائم على الاعتقاد بتأثير القوة الغيبية على النفس، وسواء كانت تلك القوة خيرية أو شرانية؛ فإن الصراع الكوني بينهما هو ما يفسر حقيقة الكون ووجوده. كما تضمنت هذه الرسالة جملة من التوصيات، منها: ضرورة توحيد الجهود المبذولة من أجل التصدي للفكر الباطني الحديث، وضرورة تمكين طلبة العلم والمتخصصين في العقيدة الإسلامية من إجراء المزيد من البحوث لفضح المشروع الباطني الحديث، وخاصة أن موضوع الطاقة الكونية موضوع متشعب، ولكي نصل للصورة المتكاملة عن الموضوع من كل جوانبه؛ لا بد من دراسة الأصول الباطنية الحديثة، ومعرفة نقاط الالتقاء مع التصوف الفلسفي، والتنمية البشرية، ودراسة التصورات الفلسفية للفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام، وأثرهم على الفكر الباطني الحديث، كما أنه من الضروري جداً إنشاء مركز بحثي متخصص يشرف عليه المسؤولون في قسم العقيدة، وظيفته المساعدة في تقديم الأجوبة والاستفسارات والاستشارات حول المشروع الباطني الحديث، وسبل التصدي له ومحاربته.