فتح القريب الحبيب ببيان قراءة الإمام حمزة بن حبيب لِكمالِ الدينِ محمدُ بنُ أبي الوفاءِ المصريّ ثم الحلبي الشافعيّ المُقرئ المعروف بابنِ الموقّع والذي كان حياً سنة( 973 هـ): دراسة وتحقيقاً
الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ؛ ليكون للعالمين نذيرا ، والصلاة والسلام على محمّد المبعوث رحمةً للعالمين ، وداعياّ إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ً، ورضي الله عن صحابته الغرّ الميامين ، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، وجزاهم الله خيراً كثيراً عن الإسلام والمسلمين. أما بعد .. فإن أولى ما أفنى العبد فيه عمره ، وأعمل فيه فكره ، تحصيل علوم الشريعة الشريفة ، ذات الخيرات المنيفة ، واستعمالها في الأعمال المرضيّة ، والتي من أجلّها وأهمها علم كتاب ربّ البرية ، الذي تولّى حفظه ، وقوّم لفظه ، وجعله هدايةً ورحمةً للمتقين ، وقد كثّفت الجهود وتكاتفت لتدارسه ، والمحافظة على ضبطه وحفظه ، ودراسة العلوم المتعلّقة به ، ومن بين تلكمُ العلوم النافعة ، العظيمة الساطعة : العلم بالقراءات الذي يهتم بكيفية قراءة الآيات بقراءاتها المنقولة عن الأئمة الثقات الذين اشتغلوا به وكرّسوا حياتهم من أجله ، فدوّنوا فيه وصنّفوا كتباً كثيرةً ، فمنهم من ألّف في السبعة ، ومنهم من ألّف في العشرة ومنهم من أفرد . من هنا كان لزاماً على من تبعهم نقل ما دوّنوه , ونشر ما جمعوه وألّفوه .ولقلة الكتب المحققة والمطبوعة ، أوصى العلماء الأجلّاء بنشر تراث هذا العلم تحقيقاً ، وقد شرّفتُ لأكون ضمن الباحثات في التحقيق في هذا العلم ، فوقع اختياري على كتاب ( فتح القريب الحبيب ببيان قراءة حمزة بن حبيب ) لكمال الدين محمد بن أبي الوفاء المصري ثم الحلبي الشافعي المقرئ المعروف بابن الموقّع والذي كان حياً سنة 973 هـ ، ودراسته وتحقيقه ، ولما كان للكتاب قيمة علمية ، وفوائد جدّ جليّة ؛ استخرتُ الله في تحقيقه , وذلك بعد استشارة أهل الرأي والاختصاص الذين أشاروا عليّ بتحقيقه ودراسته ؛ لمنزلة مؤلفه وعلوّ مكانته , فجاء العزم على تحقيقه وتقديمه لقسم القراءات لنيل درجة الماجستير بإذن الله . هذا وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم , وأن يكرمني بالقبول إنه خير مأمول وأعظم مسؤول .