مفهوم الجملة العربية بين الفكرة والتركيب
هذا البحث يقوم بمحاولة تحرير مفهوم الجملة العربية بطريقة تمكن من إدراك حدودها وترابطاتها من الناحية النظرية. تكمن أهمية توضيح مفهوم الجملة في الجانب التطبيقي حين تستخدم اللغة كتابيا أداة تواصل مهمة تكشف عن مقصد الملقي من خلال نص مترابط الأجزاء بجمله النصية التي يمكن معرفة حدودها بدقة. إنّ نهاية الجملة النصية هو الموضع الذي يضع فيه الكاتب النقطة معلنا الانتهاء من فكرة جزئية لها علائق شكلية ودلالية مع بقية الجمل النصية داخل النص.تمّ تقسيم هذا البحث إلى ثلاثة أبواب. أولها كان الحديث فيه عن تعاريف الجملة في التراث النحوي ومدى قدرة تلك التعاريف على تمييز مفهوم الجملة بما يؤدي لمعرفة حدودها. تحدثت كذلك عن مفهوم الجملة لدى الغربيين وتطورات المفهوم التي حدثت مع ظهور لسانيات النص. في الباب الثاني كان محور الحديث هو الفكرة التي جعلتها ركنا أساسا في تعريف الجملة بحيث يسهم في تمييز مفهومها ورسم حدودها. حاولت وضع حدود فاصلة بين مصطلحين متشابكين في ثقافتنا العربية وهما مصطلحا المعنى والفكرة. في هذا الباب ركزت على أهمية الخرائط الذهنية كوسيلة مساعدة في رسم حدود الأفكار الجزئية وترابطاتها داخل الفكرة الرئيسية التي يرمي إليها منشئ النص. الباب الثالث جرى التركيز فيه على التركيب من أجل تصور الجانب البنيوي في تركيب الجملة العربية وأنماطها التركيبية المختلفة. تحدثت كذلك عن أدوات الربط التي تستعمل كروابط بين العناصر والتراكيب اللغوية داخل الجملة النصية وكذلك بين الجمل النصية داخل النص. سلّطت كذلك الضوء على علاقة الفكرة بالتركيب أثناء إنشاء الجملة النصية أو جملة النص.