الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد: فهذا ملخصٌ للرسالة المقدمة لقسم العقيدة، بكلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى؛ لنيل درجة الماجستير في تخصص العقيدة، بعنوان: (مسالك الجدل التي بنى عليها ابن تيمية الرد على الشيعة الإمامية في كتابه: ((منهاج السنة النبوية ))). وهي تهدف إلى: بيان كيفية توظيف شيخ الإسلام ابن تيمية لمسالك الجدل المشهورة. وأن مما ميز شيخ الإسلام في هذا الباب هو إتقانه لهذا العلم، مع ما وهبه الله –عز وجل- إياه من سعة العلم، وقوة الاستحضار. وتشتمل الرسالة على: مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وأربعة فصولٍ، وخاتمةٍ، وفهارسَ.والمقدمة تشتمل على: بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والهدف من كتابة هذا الموضوع، وعرض للدراسات السابقة، مع بيان منهج البحث، وطريقة عرض الموضوع، كما تشتمل على خطة البحث. ويشتمل التمهيد على: ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتعريف مختصر بالشيعة الإمامية، وتعريف بعلم الجدل والمناظرة.ثم تأتي بعدها الفصول الأربعة: فصل في مسلك المنع، وفصل في مسلك المعارضة، وفصل في مسلك النقض، وفصل في مسلك القلب، وكل فصل من هذه الفصول الأربعة عرضت فيه بيان حقيقة كل مسلك عند أهله، مع عرض يسير لتطبيقات منتقاة من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية. ثم الخاتمة: وبها دونت أهم النتائج والتوصيات. ثم الفهارس، وتتضمن فهرس (الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار، والأعلام، والمصادر والمراجع، والموضوعات). ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها:1- أن علم الجدل هو: ( علم، يعرف به كيفية تقرير الحجج الشرعية، ودفع الشبه، وقوادح الأدلة، وترتيب النكت الخلافية)، أو يقال: هو (معرفة بالقواعد، من الحدود والآداب في الاستدلال، التي يتوصل بها إلى حفظ رأي، وهدمه)، و"مسالك الجدل" هي: طرق إقامة الحجة، وردها.2- أن الجدال في الشريعة ليس على حكم واحد، بل يختلف حكمه باختلاف صوره، فالجدال لإظهار الحق واجب، بدلالة القرآن الكريم على ذلك، وفعل الصحابة؛ بل لا أظن أن أحدًا يخالف في ذلك. وأما بالنسبة لذم من ذمه من السلف، فيحمل على الجدال المذموم في النصوص، لا على مطلق الجدال.ومن أبرز التوصيات: 1- ضرورة تقرير مادة آداب البحث والمناظرة على طلاب الكليات الشريعة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وخاصة طلاب قسم العقيدة، وأقترح أن يقرر عليهم ابتداء كتاب العلامة الشيخ/محمد أمين الشنقيطي(آداب البحث والمناظرة).2- ضرورة اهتمام العلماء والدعاة والباحثين بهذا العلم تعلماً وتعليماً، والتأليف فيه، وتقريبه لطلبة العلم، فهو أداة مهمة في بيان الحق ورد الباطل، على أن لا يجاوز ذلك قدره فيشغلهم عن الاهتمام بأصول الدين وخدمة المصدرين.