شرح نخبة الفكر لإسماعيل حقي بن مصطفى البروسوي الحنفي (ت: 1137هـ) رحمه الله من أول الحسن لذاته إلى نهاية المرسل الخفيّ : دراسة وتحقيق
علم مصطلح الحديث من أجلِّ العلوم؛ فلولا أن هيأ الله سبحانه وتعالى هذا العلم لهذه الأمة لالتبس الصحيح بالضعيف والموضوع، ولاختلط كلام رسول الله r بكلام غيره من الناس، لذا أَوْلَى العلماء عناية خاصة بحديث رسول الله r، فوضعوا قواعد للحكم على الأحاديث وتصنيفها، واهتموا بتدوين تلك القواعد، وكان من أوائلهم القاضي الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"، والحاكم النيسابوري في "معرفة علوم الحديث"، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج"، ثم تتابع الأئمة -رحمهم الله تعالى- حتى أتى الإمام ابن حجر -رحمه الله تعالى- وألف كتاب "نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر"، وكان مختصرًا بديعًا، فشاع هذا المختصر وانتشر، وكثرت شروحه.ولما كان هذا الكتاب بهذه المنزلة قام المصنف إسماعيل حقي البروسوي بشرحه -ويعد من كبار علماء عصره في القرن الثاني عشر الهجري-، فكان هذا المخطوط من المخطوطات التي وافق القسم مشكورا على تحقيقه؛ لإتمام الحصول على درجة الماجستير، ورغبة مني في تعلم علوم الحديث خاصة، والعلوم الأخرى، فشرعت بتحقيق بعض ألواحه، سائلة الله العون والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.