آراء طنطاوي جوهري الاعتقادية من خلال كتابه (الجواهر في تفسير القرآن الكريم): عرض ونقد
مما لا شك فيه أنَّ من أشرف العلوم هو علم التفسير؛ لما له من اتصال مباشر بشرح كلام الله تعالى، والاهتمام بمقاصده، والتدبر بآياته.ومن أجل ذلك كثرت المؤلفات في هذا الباب من العلم كثرة وافرة، وساهم في التأليف فيه علماء متنوعون قديماً وحديثا.ومن أبرز هذه التفاسير تفسير (الجواهر في تفسير القرآن الكريم) للشيخ طنطاوي جوهري ~، الذي لم يقتصر مؤلفه على القضايا الشرعية، بل جمع فيها العلوم الكونية والتجريبية والفلسفية.وقد تطرق مؤلفه إلى كثير من القضايا العقدية والكلامية، وافق في بعضها السلف وخالفهم في تقريرات كثيرة غيرها.ومن أجل ذلك فقد جاء هذا البحث للكشف عن الجانب العقدي للشيخ وبيان موقفه من أبرز القضايا العقدية التي تطرق إليها.وقد اشتمل البحث على خمسة أبواب وهي كما يلي:الباب الأول: الشيخ طنطاوي جوهري وتفسيره، وفيه ترجمة له، وذكر أحوال عصره من الناحية السياسية, والاجتماعية, والعلمية, والدينية، وبيان حياته الشخصية والعلمية، انتمائه الفكري, ومذهبه الفقهي، وذكر مصادر كتابه ومنهجه فيه.الباب الثاني: آراء طنطاوي جوهري في مسائل التوحيد، وفيه دراسة المسائل المتعلقة بتوحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.الباب الثالث: آراء طنطاوي جوهري في مسائل النبوات مثل الإيمان بالأنبياء والرسل، والفرق بين النبي والرسول، والمعجزة والكرامة والفرق بينهما، وبعثة النبي إلى الثقلين، دراسة مسائل الغيب، مثل عالم الملائكة، والجن، والأرواح.الباب الرابع: آراء طنطاوي جوهري في مسائل الإيمان والأسماء والأحكام والقدر.الباب الخامس: آراء طنطاوي جوهري في مسائل اليوم الآخر، وذلك في عذاب القبر ونعيمه، وأشراط الساعة، وظهور المهدي والدجال، ونزول المسيح عيسى ابن مريم، خروج قوم يأجوج ومأجوج، أحوال يوم القيامة، والجنة والنار.ويعد طنطاوي أحد رواد العلم التجريبي، ففي الجملة وافق طنطاوي مذهب أهل السنة والجماعة في أغلب مسائل الاعتقاد، إلا أنه قد تأثر في بعضها بمذهب الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة والصوفية، وتأول في بعضها بتأويلات علمية.