تهدف الرسالة إلى قياس مدى تأثير الخدمات التعليمية الجامعية على النمو العمراني لمدينة جدة وتوسعها، من خلال تحليلٍ للمرئيات الفضائية من عام 1972 حتى 2020م، كما تهدف إلى معرفة حجم الخدمة من حيث تنوع التخصصات وتأثيرها في زيادة عدد الطلاب والأعضاء الملتحقين بها، ومدى تأثير الخدمة التعليمية الجامعية في تنوع استخدامات الأرض في المنطقة المحيطة بمقر الخدمة، كما سعت إلى تحديد شكل الإقليم التعليمي كراتوجرافيًّا، وتحديد خصائصه، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS بغرض إنتاج خرائط تخدم منطقة الدراسة، وعمل نموذجٍ للملاءمة المكانية لجامعة الملك عبد العزيز.واعتمدت الدراسة على استخدام أساليب متنوعة لجمع البيانات، منها الدراسة الميدانية (الاستبانة)، والأسلوب الكارتوجرافي. وتكون مجتمع الدراسة من (الطلاب والطالبات، وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز)، وتكونت عينة الدراسة من 502 من الطلاب والطالبات و64 من أعضاء هيئة التدريس بعد استبعاد الاستبانات غير الصالحة من مجتمع الدراسة، وحُلِّلت العينة باستخدام برنامج التحليل الإحصائي SPSS & Excel من أجل الخروج بالجداول والأشكال البيانية، بالإضافة إلى استخدام معامل ارتباط بيرسون؛ لتوضيح العلاقة بين المتغيرات: المسافة، والزمن، والتكلفة؛ من أجل تحديد مناطق النفوذ لكلٍّ من أفراد العينة وإخراج خرائط الآيزوكرون (Isochrone)، وتضمنت الدراسة بناء نموذج تطبيقي للملاءمة المكانية لاختيار المواقع المثالية للخدمة التعليمية الجامعية (جامعة الملك عبد العزيز) باستخدام باني النماذج (ModlerBuilder)، وعولجت البيانات المكانية ببرنامج نظم المعلومات الجغرافية لاختيار الموقع الملائم.توصلت الرسالة إلى عدة نتائج، من أبرزها أنه من خلال تحليل المرئية الفضائية الملتقطة لعام 1972م، شكلت الكتلة السكنية مساحة تبلغ 36.15 كم2 بنسبة 1.8%؛ ولكن في عام 2020م سرعان ما تضاعفت مساحة الكتلة السكنية لمدينة جدة، فبلغت مساحتها 702.06 كم2 بنسبة 35.0%، وهذه نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات التي توسعت فيها المدينة. وأنّ توافر الخدمات لعب دورًا واضحًا في تمدد المدينة، ومن تلك الخدمات جامعة الملك عبد العزيز التي أنشئت عام 1967م، والتي ساعدت على نمو المدينة وبالتحديد حول محيط الجامعة؛ وعلى النقيض من ذلك لم تلعب جامعة جدة وفروعها دورًا بارزًا في نمو المدينة لحداثة نشأتها. وقد أوصت الدراسةُ المسؤولين بالاستفادة من تجارب الجامعات العالمية في استغلال النفوذ الذي تحظى به جامعة الملك عبد العزيز، والذي يغطي أغلب مناطق المملكة تقريبًا، بشكلٍ يحقق وظائفها التنموية بشكل سريع. كما أوصت ببناء قاعدة معلومات جغرافية لمواقع الخدمات الجامعية؛ لتخزين المعلومات ومعالجة البيانات ليتمكن الباحثون من الوصول إليها بكل يسر وسهولة.