فمن الموضوعات التي تناولها المفسرون موضوع "دلالات الألفاظ وأثرها في نصوص القرآن الكريم"، ومن هذه الدلالات دلالة الاقتضاء، وهي موضوع دراستي، فلقد تناولتُها عند المفسرين، وكان عنوان دراستي: «دِلَالَةُ الِاقْتِضَاءِ عِنْدَ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِلَى نِهَايَةِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ: جَمْعًا وَدِرَاسَةً تَطْبِيقِيَّةً».فكانت دراستي متعلقة بدلالة الاقتضاء في الآيات القرآنية من خلال كلام المفسرين، وقد تناولتُها في قسمَيْن رئيسَيْن؛ القسم الأول: الدراسة النظرية: وتناولت فيها دلالات الألفاظ عامةً ودلالة الاقتضاء خاصةً؛ فدلالات الألفاظ تكلمتُ عنها باعتبار الوضع، فعرَّفتها لغةً واصطلاحًا، ثم تكلمتُ عن أنواعها، وذكرت طريقتَيْن: طريقة الحنفية الذين قسَّموا دلالات الألفاظ إلى أربعة أقسام: (عبارة النص، وإشارته، ودلالته، واقتضاؤه)، والطريقة الأخرى طريقة المتكلمين الذين قسَّموا دلالات الألفاظ إلى: (دلالة المنطوق، ودلالة المفهوم).ثم تناولتُ دلالة الاقتضاء وتعريفها لغةً واصطلاحًا، ثم تكلمتُ عن أقسامها، وهي ثلاثة أقسام: (ما يترتب عليه ضرورة صدق الكلام، أو صحته شرعًا، أو صحته عقلًا)، ثم تناولتُ أركانها، وهي ثلاثة: (المقتضِي "بكسر الضاد"، والمقتضَى "بفتحها"، والاقتضاء)، ثم تكلمتُ عن حجية الاقتضاء، وبيَّنت أنه حجّة في استنباط الأحكام، ثم تناولتُ من متعلقات دلالة الاقتضاء: (شروط المقتضَى، والشروط المتفق عليها، والشروط المختلف فيها)، ثم تكلمتُ عن الفرق بين المقتضَى والمحذوف، وذكرتُ أربعة فروق ذكَرَها متأخرو الحنفية.وأمّا القسم الثاني، فهو القسم التطبيقي: وقد تناولتُ فيه ثلاث سور متتاليات من القرآن الكريم؛ وهي: سورة «النساء»، وذكرتُ فيها خمس عشرة دلالة، وسورة «المائدة» وذكرت فيها إحدى عشرة دلالة، وسورة «الأنعام» وذكرت فيها ست عشرة دلالة.ثم ختمتُ الدراسة بخاتمة بيَّنْتُ فيها أهم ما توصَّلْتُ إليه من نتائج من خلال دراستي، ثم ذكرتُ بعض التوصيات المتعلقة بدلالة الاقتضاء عند المفسرين والدراسات القرآنية.