دراسة تطبيقات الهندسة القيمية على التصاميم المعمارية لتحسين دورة حياة المشاريع السكانية في مكة المكرمة
مع مرور المملكة العربية السعودية والعالم أجمع بعدة أزمات اقتصادية حادة خصوصاً في العامين المنصرمين على رأسها جائحة كورونا (COVID - 19)، والتي سببت استنزافاً في الاقتصاد المحلي والعالمي، ونتيجةً إلى الطلب المتزايد على وحدات إسكان الحجاج في مكة المكرمة، بسبب ازدياد عدد المسلمين الراغبين بأداء فريضة الحج، ونتيجةً لارتفاع تكاليف إنشاء هذه الوحدات، بسبب ارتفاع أسعار العقار في المدينة المقدسة نتيجة قلة الأراضي المتاحة للبناء حول الحرم المكي الشريف بسبب الطبيعة الجبلية، وبسبب نسبة التضخم المرتفعة التي تمر بالعالم، اقترح البحث أن تكون منهجية الإدارة القيمية هي مفتاح الحل خصوصاً في الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالعالم اليوم، كما كانت هي الحل عندما تم ابتكارها لعلاج آثار الحرب العالمية الثانية، وقد تمثلت مشكلة البحث في ارتفاع تكاليف مشروعات أبراج إسكان الحجاج في مكة المكرمة، بالإضافة إلى ضعف جودة التنفيذ وقصر العمر الافتراضي لهذه المباني وبالتالي القصور في الوظائف المطلوبة، في ظل ارتفاع الطلب على هذه المشروعات والرغبة الكبيرة في الاستثمار بها، لذلك هَدف البحث إلى دراسة وتحديد أسباب تدني قيمية مشاريع أبراج إسكان الحجاج في مكة المكرمة في الوضع الراهن من منظور الإدارة القيمية، ثم اقتراح طرق لمعالجة أسباب تدني قيمية هذه المشاريع من خلال منهجية الإدارة القيمية، لرفع قيمية هذه المشاريع وتقليل نسب الهدر فيها، وقد تناول البحث ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق أهداف البحث وهي دراسة وفهم منهجية الإدارة القيمية وأدواتها وخطة عملها، كما تمت دراسة رحلة مشروعات أبراج إسكان الحجاج في مكة المكرمة والمؤثرات المختلفة عليها من جهة الوظيفة، والجودة، والتكلفة، ونتيجةً لقلة الأدبيات التي سبق أن تناولت مشروعات إسكان الحجاج، تمت الاستعانة بالدراسات السابقة لدراسة عوامل تدني قيمية مشاريع البناء عالمياً، وإقليمياً، ومحلياً، ومن خلال دراسة استقصائية تم توجيهها للعاملين والمهتمين بمشروعات إسكان الحجاج في مكة المكرمة، تم الوصول إلى أبرز نتائج البحث وهي أن نقص المعلومات وعدم توضيح المتطلبات والأهداف والتكاليف، من أبرز أسباب تدني قيمية مشروعات إسكان الحجاج، كما أن إهمال توصيف مواد البناء والاعتماد على المواصفات التي عفا عليها الزمن، وتعدد أطراف المشروع مع ضعف التنسيق بينهم، والاستعانة بالأفراد والمؤسسات ذوات الكفاءات المتواضعة، من أبرز أسباب تدني قيمية مشروعات إسكان الحجاج المتفق عليها، وخرج البحث بعدد من التوصيات تتمثل في تطبيق منهجية الإدارة القيمية عند وضع المبدأ التصميمي، والأفكار الأولية للمشروع وذلك لسهولة تجنب أكبر تأثيرا لأسباب تدني قيمية مشروعات إِسْكَان الحجاج، بالإضافة إلى توعية الملاك والمستثمرين والعاملين في هذا القطاع بأثر تطبيق منهجية الإدارة القيمية على المشروعات، والدعوة إلى إشراك كافة أطراف المشروع خصوصاً المشغلين والمستخدمين عند اتخاذ القرارات التصميمية.