جماليات التقابل في شعر المتنبي : الكافوريات نموذجاً
يعد التقابل من فنون البديع في البلاغة العربية، وهو أسلوب مهم له قيمته في إثراء المعاني وتقويتها، وترابط أجزاء الكلام، كما يعد وسيلة من وسائل الكشف عن النفس البشرية، يزيد الصورة الأسلوبية جمالا وإشراقا.وقد توسع البلاغيون في مفهوم التقابل، ورأوا أنه يتحقق بمقابلة الأضداد وغير الأضداد، وبالموافق والمخالف ولا يقتصر على المفردة، وإنما يدرس الجملة والتركيب والنص كاملا.وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة مستويات التقابل ووجوهه في شعر المتنبي فضلا عن الكشف عن الوظائف الجمالية في متقابلات المتنبي بكل مستوياتها وأشكالها وصورها، وبيان الأبعاد الفنية والنفسية والإيحائية لهذه التقابلات.والتقابل سمة فنية تنتظم الكون والحياة، يسم فيه الأدب بنكهة خاصة. وكافوريات المتنبي مليئة بالتقابلات التي تحمل سمة موسيقية تخفي الهجاء خلف المديح، كما تبرز الصور الجزئية والكلية في كافوريات المتنبي بأنواعها في نسق يعتمد على العناصر المتنافرة والمتباعدة وأخرى متقابلة ومترادفة على نحو متنوع.