لغة العامة: إشكالية المصطلح والمفهوم دراسة تحليلية في معجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري ( 282 – 370 هـ )
يهدف هذا البحث إلى جمع المواضع التي ورد فيها مصطلح ( لغة العامة / العوام ) في معجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري لدراستها وتحليلها ، ومحاولة الوصول إلى المفهوم أو المفاهيم المقصودة بهذا المصطلح . أورد البحثُ ما يُعتقد بأنه مرادفٌ أو مقابلٌ لمصطلح ( لغة العامة / العوام ) ليتجلى المراد بالمصطلح المقصود بالدراسة والتحليل . وصل البحث بعد تجلية المصطلح وتوضيحه ثم دراسته وتحليله إلى أن مفاهيم هذا المصطلح لها اتجاهات ثلاثة عند الأزهري . فالأول : لغة العامة بمعنى الأشهر أو الأكثر، فحينما يقول: ( العامة تقول كذا ) فالمقصود أن أكثر علماء اللغة يقولون كذا ، وأن هذا هو المعنى المشهور عندهم لهذه اللفظة أو هذا التركيب . والثاني: لغة العامة بمعنى الأقل فصاحة، فبعض المواضع حينما يرد فيها مصطلح ( لغة العامة ) وصفاً للفظٍ أو تركيب فيتجه الكلام إلى من هم دون الخاصة من العلماء، فلا يكون هذا الاستعمال من قبيل الأول أي الأشهر والأكثر، ولا هو من الثالث أي بمعنى الخطأ واللحن كما سيأتي . والثالث: لغة العامة بمعنى الخطأ واللحن، فينطلق هذا المصطلح وصفاً للفظٍ أو تركيبٍ يُستعمل على غير وجهه الصحيح . هذا ما يُفهم من ألفاظ الأزهري وسياقاته، أما من حيث صحة هذه الأحكام من عدمها فقد تمت مناقشة تلك الأحكام في مواضعها، وانتهت الدراسة إلى أن بعض تلك الأحكام صحيحة وموافقةٌ لجمهور علماء اللغة، وبعضها مخالفٌ لهم، ومنها ما هو بين المرتبتين، وقد أورد البحثُ أدلّةً على ذلك من كتب السابقين واللاحقين إضافةً إلى رأي الباحث في ذلك وترجيحاته . عقد البحث بعد ذلك موازنةً بين تهذيب اللغة وصحاح الجوهري حول مصطلح ( لغة العامة / العوام ) ، ومفهومه ودلالاته ، وجاء أخيرا توضيحٌ لمدى تأثير الأزهري على من جاء بعده من علماء اللغة والمعاجم من زاوية آراء الأزهري وتصوره لمصطلح لغة العامة ومفهومه ودلالاته .